الجمعة، 13 نوفمبر 2015

هل سيدعم حزب البعث حيدر العبادي ؟!

هل سيدعم حزب البعث حيدر العبادي ؟!
سعد السامرائي
السياسة بحر من العلوم والفرضيات ودراسة النتائج و استبدالها بفرضيات جديدة وخطط واتجاهات مرحلية قابلة للتغيير حسب الظروف التي يكون الإصرار فيها بالوقوف ضد التيار ذو نتائج سلبياتها اكثر من ايجابياتها لا سيما وان كان هذا الانسياق والتغيير لا يتعدى على الثوابت  .  كما انها تعرف بالعلاقة بين الحكام والمحكومين  ,ونحن لن نتحدث عن سياسة حزب البعث وثوابته الخاصة باموره السياسية و الحياة لان الجواب سيكون جاهزا وواضحا بالنفي هنا , لكن سنتحدث من منطلق فلسفي ذلك ان الفلسفة السياسية  تكون سببا للرغبة في التفكير في ما تطرحها الحياة السياسية من مشكلات، تستعصي على الفهم والحل، كي توجد مخرجا للسياسة المعينة حتى تبحر في غير شطئانها ..
يعتبر جون جاك روسوالفيلسوف الفرنسي احد منظري الثورة الفرنسية، وهوصاحب نظرية العقد الإجتماعي التي قد تكون امرا ضاغطا هنا تمنع مثل هذا التقارب بين النقيضين بيد ان أفلاطون الفيلسوف اليوناني كان قد سبقه في  شرحه للتنظيم السياسي والعدالة والنظام الاجتماعي  بشكل عميق لكن يعاب عليه بأنه كان يفصل الأمورعن الواقع لذلك فنحن انسياقا لهذين الفيلسوفين  سنتفلسف هنا من منطلق دغدغة الواقع ومدى تأثيره على امور الحياة وكيفية انبعاث احتمالية  تلاق او تخاطب الضدين بحيث نتجاوز عنهما مرة ونستقي منهما تارة أخرى !.
واذا كان حيدر العبادي عضوا في حزب الدعوة , الحزب المحظور ايام البعث وذلك بسبب ولائه الطائفي واهدافه التي تخدم اعداء العراق وشعبه و بسبب الجرائم التي اقترفها قبل الاحتلال و بعده وخان الشعب فيها فاصبح طابورا خامسا لايران على حساب الوطن ومصالح الشعب العراقي  ولمحاولته الفاشلة في اغتيال رئيس جمهورية العراق ..
وبمداخلة بسيطة عن الأحقية  في حظرحزب وطني وهو حزب البعث لحزب عميل لغير دولة هو الدعوة ومدى الاحقية في هذا الاجراء نجد ان البعث كان يمتلك الاحقية القانونية والسببية في منع حزب طائفي تكفيري قام بعدة جرائم وحرض الشعب على الطائفية وكراهة الاخرين وخلق الفتنة بين ابناء الشعب الواحد , نجد ايضا ان حزب الدعوة خلال تمكين امريكيا له بزعامة الحكومة العراقية قد اثبت ان حزب البعث كان محقا في قراره ضده لذلك فان حزب الدعوة نتيجة فشله الذريع من الخروج من تبعيته وتنفيذه مصالح ايران على حساب مصالح العراق قد فقد حظه في قيادة هذه الحكومة مستقبلا  ان لم تقلب الطاولة على رؤوس اعضائه داخل البرلمان  في الاشهر الاولى من العام القادم لا سيما وان كثير من اعضائه ومؤيديه قد هربوا خارج العراق او في طريقهم او تركوا الحزب او تحالفوا مع غيره اوانضموا الى احزاب اخرى اكثر حبا للعراقيين والعراق ف12 سنة  الماضية كانت كفيلة بان يشاهد ابسط انسان ان قيادة حزبهم الانانية  (تتملير وتتضخم ثرواتها ) بينما العراقي غارقا في وحل المشاكل الخدمية  والحروب العبثية التكفيرية التي ادخله هذا الحزب فيها فسقط الالاف قتلى نتيجة قرار زعيمهم  بالانسحاب وفرار قادتهم .كل هذا وانا اتحدث عن اولئك المغرر بهم والذين دفعهم الشذوذ الطائفي لاتباعهم وتأييدهم .ناهيك عمن هو ضدهم بالاساس.
نقول اذن يحلم حزب الدعوة مرة اخرى لو اعتقد ان هناك شعبا ومناصرين سينتخبوا اعضاءه الفاشلين مرة اخرى لماذا ؟, السبب واضح لانه اثبت لكل العراقيين من ان البعث كان محقا في قرار حظر نشاطه في العراق وانه لا يلام على ذلك , لانه حول العراق الى دولة فاشلة بكافة المقاييس وعلى كافة المستويات ينتشر فيه الفساد في كل مؤسسات الدولة اذا صح تسميتها دولة !
لا ننسى ايضا ان الوصي والمنفذ لقرار اجتثاث حزب البعث هو الدعوة نفسه بحيث يكون سببا رئيسيا وبدفع من ايران لافشال أي مشروع تصالحي او خاصا بانهاء هذا القرار الاجرامي يدفعهما وسواسهما والرعب الذي يعيشانه لمجرد سماع اسم الحزب ذلك ان ايران ذاقت المهانة في القادسية الثانية على يد جنود البعث وان حزب الدعوة يعرف ان دواءه السام هو البعث .!
ووفقا لكل تلك الدلالات المتناقضة القوية فهل ابقت هذه الافخاخ مجالا لايجاد فلسفة سياسية تهيء بابا يمكن ان يلتقي منه النقيضين؟..وكيف  وما هي الشروط ؟.
 

قلنا ان الدلالات متناقضة منها وجود المالكي على رأس الهرم للدعوة الذي سيزيد تناقضا اخر لا يمكن ان يتم التعامل معه وكما يبدوا فان المالكي  يمتلك وسواسا قسريا يحركه بالرفض من أي شيء حين يسمع اسم البعث معه ,لانه يعلم علم اليقين من ان البعث حزبا غير طائفيا ووطنيا قوميا ولا مكان له ليعيش فيه في ظل تواجد الحزب ..هذا الحزب الذي ظل يقلق منامه ومنام الاسياد في طهران بحيث لم يتركوا صغيرة وكبيرة تؤذي الحزب الا واستعملوها لكنه اشبه بالشجرة التي جذورها موغلة في العمق ما ان تقطع فيها غصنا حتى ينبت بدله غصنا اخر ..  
                  أيّهذا الشّاكي وما بك داء  -- كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟!  ..ايليا ابو ماضي
فيا اخوان هذه الدنيا يخطـئ من يعتقد انه يستطيع ان يلوي ذراعها ويسخرها لمصلحته على حساب المصلحة العامة , فلا بد وان يأتي يومك ايها المتجبر المغرور استهتارا فحتى لو نجى المجرم من العقاب الدنيوي فانه لن يعمر الى ما لا نهاية و (  وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِى ٱلْخَلْقِ  أَفَلَا يَعْقِلُونَ  ﴿٦٨﴾ يس .) لذلك فان الله يمهل و لا يهمل, وعليه فان الفرصة سانحة امام العبادي لان ينتهزها لا سيما وانه يتعرض للخيانة من اقرب الناس اليه ومن داخل حزبه وبهذه الحالة فان كل قوانين الارض والسماء تجيز الدفاع عن النفس ,ولن يلومه احد في تحالفاته الجديدة التي ستنجيه بلا شك من كيد الكائدين !. ولن يلومه احد ان تخلص مما يثقل كاهله .
اذن ما الذي يفترض ان يعمله العبادي ؟
يمكنه هنا الاستفادة من العلاقة بين الزمن والتغيير الذي سيلجأ اليه من خلال السعي على زيادة سرعة عمله بهذا الاتجاه ليقلل الفارق الزمني ,كي يستطيع ان يدرك ويلحق (باللحظة ) التي فتحت له. وعليه فالتنفيذ في الوقت المناسب يكون سببا رئيسيا في النجاح وكما يقال فان ما تفكر فيه هو بمثابة خطة في المستقبل فلا تتخيل ما لا تريده .! ومن هذه الافكار : النئي جانبا عن الدعوة والغاء الاجتثاث و التأسيس لتغيير الدستور ولو على مراحل وعن طريق لجنة يكون للبعث وغيره من القوى الوطنية فيها قوة التغيير والتأثير في القرار.
والان .. ما هو الباب الفلسفي الذي قد يركن اليه البعث ليجعله المدخل الاولي من اجل التعاون مع العبادي ؟..لا شك ان  العمل على انهاء الصراع والاتجاه لبناء العراق بدل مرحلة الضياع التي اوجدنا فيها حزب الدعوة هي السبب الرئيسي .. فوفقا لكل تلك الدلالات المتناقضة القوية يبقى المجال مفتوحا لايجاد فلسفة سياسية تهيء ما يمكن من خلالها التقاء النقيضين؟..كيف  وما هي الشروط ؟.
الفلسفة البعثية التي يمكن ان توجد هنا لا بد وانها ستتولد من الاقتناع بقانون انيشتاين الذي يقول فيه (من المستحيل أن نعرف أن جسمًا ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر )  فلكي يبق الحزب في ديمومة الحياة فلا بد من أن يمس الاجساد الاخرى ويتعامل معها والا بقت حالة السكون كما هي وتبلورت سلبيات الواقع لتتحول الى يوميات معتادة في الابتعاد عن صنع القرار الصائب او المشاركة فيه  وهذه الفلسفة تنطبق على الجميع , فانت حين تبطئ في حركتك فانك ستدرك عن طريق تثاقل جسمك وقصوره الذاتي من انك تعيش على واقع غيرمتحرك واذا كان الامركذلك فلن تلحق بالزمن ! وستضيع عليك اللحظة , هو ليس خنوعا اضطراريا بقدر ما هو تبلور لفكرة مفادها التفاعل مع الحياة وما يمليه واقعها . لذلك فالمسألة لن تكون وكأنها هدية مجانية.. فلكي ينتقل الفكر من تلك المرحلة الرافضة الى مرحلة التلاق يتوجب ان تتولد قناعات نتيجة اعمال يفترض ان تحدث  من الطرف الاخر بالفعل لا بالكلام فمثال هيئة حركة الجسم يطبق على الكل ايضا  .
الكرة اذن بيد السيد العبادي فهل سيختار الدعوة ام العراق؟!